حياة الفنانين.. خوف ورعب!

لا يمر أسبوع إلا ونقرأ عبر المجلات والصحف أخباراً عن تهديد تلك الفنانة بالقتل او تلقّي ذلك الفنان رسالة معمّدة بالدّم، فتصبح أخبارهم الأكثر تداولا. لكن السؤال الذي يُطرح: هل تندرج أقوال هؤلاء النجوم كلها تحت بند الحقيقة؟ أم أنها وسيلة يتّبعها البعض لتحقيق المزيد من الشهرة والأضواء؟ من المؤكّد أن لا جواب صريحاً، والواضح أن الوسط الفني أصبح مليئًا بالغدر والكذب والخوف ويثير شبهات كثيرة حوله.

تلقّت أصالة في(شباط) الماضي تهديداً بإغتيالها من تنظيم القاعدة في اليمن، في حال أحيت حفلة غنائية في مدينة عدن اليمنية، وشدد التهديد على أنها ستلاقي مصير رئيسة الوزراء الباكستانية السابقة وزعيمة حزب الشعب بنازير بوتو نفسه، ومما جاء فيه: "لا ولن نسمح بإفساد مجتمعاتنا وشبابنا مهما كان الثمن باهظاً لأن الدعارة والفسوق ليسا من ديننا الحنيف وقيمنا الإسلامية الفاضلة".

أكدت أصالة في مؤتمر صحافي عقدته قبل يوم من إحياء الحفلة وسط إجراءات أمنية مشددة أنها تلقت أربع رسائل عبر بريدها الإلكتروني تهدّدها بالقتل، وعن اعتبار حفلتها الغنائية احتفالاً بالدعارة قالت: "لا أجد لهذا الاعتقاد أي تفسير لدي"، مشيرة إلى أن حفلاتها ليس فيها أي نوع من الإغراء.

كذلك أشارت اصالة الى أنها "تابعت تلك التصريحات والتهديدات التي أثيرت حول زيارتي لعدن، كان قراري هو التحدي والمغامرة، لذلك شكّل وصولي إلى عدن وغنائي فيها تحديا ومغامرة ومحبة لأهل اليمن". أحيت اصالة الحفلة فعلا من دون حصول اي اعتداء عليها في حضور أكثر من 15 ألف متفرج وسط انتشار كثيف لرجال الأمن في كل مكان، كذلك رافقتها حراسة أمنية مشددة خلال تنقلاتها.

لم يمضِ وقت طويل حتى تناقلت الصحف ومواقع الانترنت خبر تلقي نانسي عجرم تهديدًا بالقتل في حال أحيت حفلة مقررة لها في اليمن ايضاً، فسادت حالة من الهلع بين محبيي الفنانة الذين طلبوا منها الغاء حفلتها خوفا عليها، إلا أنها نفت خبر تهديدها بالقتل من قبل تنظيم "القاعدة"، مؤكدة أن هذا الموضوع غير صحيح، ومجرد إشاعة وقالت: "لم أتلقَّ أي تهديد من أي جهة ويمتد جمهوري من المحيط إلى الخليج، وتسود المحبة المتبادلة بيني وبين كل الناس، وبالتالي ما تردد غير صحيح".

من ناحيتها، عاشت باسكال مشعلاني فترة خوف ورعب بسبب معجب مهووس كان يرسل لها الرسائل المكتوبة بالدم الأحمر والهدايا الغريبة، وفي إحدى حفلاتها طلب منها الزواج بأسلوب عنيف، ما دفع رجال الأمن إلى التدخل لإبعاده.

كذلك أصدر أخيراً المكتب الاعلامي لرامي عيّاش بيانا يفيد أنّه تلقّى تهديدات بالقتل من قبل مجهولين في محاولة لمنعه من الغناء في سوريا، وكان من المقرر ان يحيي أكثر من حفلة فيها ولكنه فوجىء بتلقّي مكالمات هاتفية ورسائل على البريد الالكتروني تدعوه إلى الإعراض عن الفكرة وإلاّ سيُلحق الأذى به الى حدّ القتل. أوضح البيان أن عياش لم يلتفت الى التهديدات وأصر على إحياء حفلاته في سوريا مع بعض الحراسة المشددة التي نصحه بها المقرّبون.

من ناحيته، أكد عياش في حديث صحافي أنه لا يهتم بتهديدات القتل التي تلقاها في الفترة الأخيرة لأنها، على حد قوله، من "شوية عيال"، ومن يهدد لا يفعل، ومن يريد أن يقتل لا يهدد! الّا ان البعض اعتبر ان خبر تهديد عيّاش بالقتل "مفبرك" ومن اجل تحقيق مزيد من الشهرة والانتشار له.

أما الفنانة التونسية لطيفة فنفت ما تردد أخيراً حول تلقيها تهديدات بالقتل في حال أحيت حفلة غنائية في الجزائر، مؤكدة أنها إشاعات وذلك خلال المؤتمر الصحافي الذي عقدته في القاهرة لمناسبة الاحتفال بإطلاق ألبومها الجديد «في الكام يوم اللي فاتوا».

لا تنتهي قائمة التهديدات التي يتعرض لها الفنانون، إذ نستيقظ كل يوم على خبر تهديد جديد. اللافت أن التهديدات التي استعرضتها "الجريدة" لم تنفّذ والحمدلله، فمن يقف حقيقة وراءها، هل هي فعلا بعض المنظمات الاصولية، وفي حال لم تكن كذلك من هو المستفيد الأكبر منها؟ نتمنى أن تبقى مجرد أقاويل في الهواء لا أكثر ولا أقل ليبقى الغناء لغة فرح من دون أن نستيقظ على أخبار مأساوية مثل جريمة قتل سوزان تميم أخيراً.